هل من الآمن صبغ الشعر أثناء الحمل؟
إجابات ماري ماكدونالد
لا يمتلك أي شخص معلومات كافية تؤكد بأن استخدام الأصباغ الكيميائية أثناء الحمل آمن تماماً، لكن تنتظر العديد من النساء الحوامل مرور الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل قبل الإقدام على ذلك. وفي الوقت نفسه، ليس لدى أي أحد حقائق أو بيانات تتعلق بالبشر وتدلّ على أن هذه المواد الكيميائية تسبّب عيوباً خلقية.
على مرّ السنين، أجريت دراسات على الحيوانات بهدف إلقاء الضوء على هذا الموضوع. أظهرت بعض هذه الدراسات وليس كلها، أن هناك عدداً قليلاً من المركبات الكيميائية في صبغات الشعر له علاقة بتشوهات الجنين (والتي تحدث العيوب الخلقية). لكن، في كثير من الحالات تعرضت الحيوانات لجرعات عالية للغاية من هذه المواد الكيميائية لا تتساوى في أية حال مع الجرعات التي تتعرض لها سيدة تقوم بتلوين شعرها كل شهر أو شهرين.
من الواضح، أن المواد الكيميائية في صبغات الشعر الدائمة وشبه الدائمة لا تحتوي على سموم عالية. وتتواجد هذه المواد منذ زمن بعيد، ولم تكشف أية أبحاث أنها تسبب عيوباً لدى المواليد الجدد، لذا فإن تلوين شعرك أثناء الحمل ربما يكون آمناً. بالإضافة إلى ذلك، لو قمت بعملية الصبغ بشكل آمن (عبر استخدام القفازات في غرفة جيدة التهوية، وبدون ترك الصبغة على رأسك لفترة طويلة ومكثّفة)، ستجنّبين جسمك امتصاص الكثير من المواد الكيمائية وتسرّبها إليه.
يمكنك اللجوء إلى بدائل أخرى، مثل تفتيح لون بعض الخصلات المعروف بالـ "هاي لايتنغ"، أو صنفرة الشعر. يقوم جسمك بامتصاص مواد التلوين من خلال البشرة (فروة الرأس)، وليس من خلال أطراف الشعر. لذلك، فإن أية عملية، مثل تلوين بعض الخصلات التي تقلل من ملامسة المواد الكيميائية مباشرة لفروة رأسك، تخفف بدورها من تعرّضك للمركبات التي تحتويها الصبغة.
يوصي بعض الخبراء باستعمال الصبغات النباتية كبديل جيد للمركبات الكيميائية الإصطناعية أثناء الحمل. وتحتوي العديد من هذه الصبغات على بعض المركبات الكيميائية الإصطناعية ذاتها التي تستخدمها شركات مستحضرات التجميل الرئيسية في الصبغة الدائمة وشبه الدائمة. وتعتبر الحناء الخالصة، والتي تتوفر بألوان متعددة، وحدها الاستثناء عن هذه القاعدة. والحناء عبارة عن صبغة نباتية شبه دائمة، تعدّ آمنة تماماً بالرغم من أنها لا تلقَ استحسان جميع النساء في التدرجات اللونية التي تضفيها على الشعر!
من الهام أن تشعر النساء الحوامل بالثقة في النفس خلال فترة الحمل. عليك التفكير في المسألة، سواء أكان القيام بتلوين شعرك يجعلك تشعرين بالارتياح، أو يسبب لكِ قلقاً لا داعي له على امتداد تسعة أشهر.
إذا قمت بتلوين شعرك بنفسك وأنت في مرحلة الحمل، احرصي على ارتداء القفازات وأنجزي المهمة في مكان جيد التهوية بهدف تخفيف تأثيرات تعرّضك للمواد الكيميائية القاسية المستخدمة في عملية التلوين.
هل السفر آمن للمرأة الحامل؟
إجابات آنا ماكغريل
نعم، يعتبر السفر آمناً خلال المرحلتين الأولى والثانية من الحمل، ولكن ننصحك باستشارة الطبيب الممارس العام في حال كنت تعانين من مضاعفات صحية، مثل نزول الدم المتقطع ، والسكري، وارتفاع ضغط الدم أو احتمال الوضع المبكر. عليك في حال أردت السفر استشارة الطبيب الممارس العام ليطلعك على المشاكل المحتملة التي قد تواجهينها نتيجة السفر.
ولعلّك تجدين المرحلة الثانية من الحمل بين الأسبوعين الرابع عشر والسابع والعشرين الفترة الأمثل للسفر. فمع انتهائك من الشعور بالغثيان الصباحي، وعودة النشاط والحيوية إليك، بالإضافة إلى انخفاض فرص الإجهاض، أصبح باستطاعتك الاسترخاء، والنوم، والخروج للعشاء المتأخر مع زوجك. كما يمكنك الاستفادة من السفر من دون عبء كرسي السيارة، وعربة الأطفال، والحفاضات، والألعاب.
ترفض بعض الخطوط الجوية أحياناً نقل المرأة التي تجاوزت الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل، وذلك لاحتمال تعرضها للمخاض المبكر. فأنت لا تُسألين إذا كنت حاملاً عند حجز مقعد للسفر، ولكن قد يتم الاستفسار عن حملك في المطار قبل الصعود إلى الطائرة. وبالفعل يمكن لشركة الطيران منعك من السفر في حال أثار حملك شكوكاً لديها. وتجنباً لأي تأخير أو عرقلة محتملين، وللتأكد من عدم تعرضك لأية مضاعفات يجدر بك الحصول على إذن خطي من الطبيب بالسماح لك بالسفر، شرط أن يذكر الإذن الخطي أنك خضعت لكشف طبي يستبعد احتمال تعرضك للمخاض خلال الساعات الاثنتين والسبعين المقبلة.
تختلف شروط وأحكام السفر من شركة طيران إلى أخرى، فحري بك أن تسألي عن القيود والممانعات عند الحجز. ولا يغفل عن بالك أن تأخذي بعين الاعتبار مسافة الرحلة. وبشكل عام ، ننصح المرأة الحامل بعدم استقلال الطائرات الصغيرة لعدم توافر مكيفات الضغط في مقصوراتها.
وعليك أن تأخذي في الحسبان أموراً عدة خلال التخطيط للسفر لا تتعلق فقط بقوانين وسياسات شركات الطيران: فمن السهل أن تشعري بالانزعاج على مقعد الطائرة، ولا تسقطي من حساباتك احتمال تعرضك لحالة طبية طارئة. فآخر ما تحتاجينه هو أن تداهمك الانقباضات وسط رحلتك. لذلك ننصحك بتجنّب السفر قدر المتاح إلى أماكن لا تتوافر فيها الخدمات الطبية الطارئة.
ويمكن للسفر خلال فترة الحمل زيادة مخاطر تخثر الدم وظهور الدوالي أو توسّع الأوردة قليلاً. ولتفادي هذه الحالات، عليك ارتداء جوارب خاصة داعمة وواسعة عند السفر تساعد على استمرار تدفق الدورة الدموية وتخفف من آلام العروق المنتفخة. ولمزيد من الوقاية، ضعي الجوارب قبل النزول من السرير صباحاً وارتديها طوال النهار.
لا شك أنك سمعت أن التعرض للأشعة الطبيعية أثناء السفر يمكن أن يزيد مخاطر الإجهاض أو تعرض الجنين لتشوهات خلقيّة. في الواقع، يُجمع الأطباء على أن كثرة السفر تعرض الركاب والمسافرين لدواعي العمل الذين يطيرون مئات المرات في السنة، لمخاطر الأشعة أكثر قليلاً على عكس النساء اللواتي قليلاً ما يسافرن فلا خطر عليهنّ.
هل استخدام الهاتف النقّال (الجوّال) آمن أثناء الحمل؟
الجواب المختصر على السؤال: لا مانع من استخدام الهاتف النقّال (الجوّال أو الموبايل أو السلولير) خلال الحمل. تشير الدراسات إلى أنّه لا يشكّل مخاطر على الصحة على المدى القصير. مع ذلك، الوقاية خير من ألف علاج، خصوصاً أنّ هذه الهواتف حديثة نسبياً وبالتالي يستحيل معرفة تأثيراتها على المدى الطويل.
يبثّ الهاتف النقّال مستويات منخفضة من الأشعة الكهرومغناطيسية "غير المؤينة" (من التأين وهو اكتساب أو خسارة إلكترونيات بفعل التفريغ الكهربائي أو الإشعاع أو التفاعل الكيميائي)، تماماً مثل التلفزيون والكومبيوتر (الحاسوب) والمايكرويف وغيرها من الأجهزة أو المصادر الطبيعية المحيطة التي نتعرّض لها يومياً. وتعتبر الأشعة "غير المؤينة" أخفّ من الأشعة "المؤينة" التي تنبعث من الأشعة السينيّة (أشعة إكس) على سبيل المثال، وآلات العلاج الإشعاعي، والمسح بالأشعّة المقطعيّة التي تشكّل خطراً على الجنين.
يتّم تصنيف الهواتف النقّالة وفق مستوى الأشعّة الكهرومغناطيسيّة (الموجات الكهرومغناطيسية ضمن مجال التردد اللاسلكي) التي تبثّها. وتعكس قيمة معدل الامتصاص الخاصّ للإشعاع الحدّ الأعلى من كمية الطاقة التي يمتصّها جسمك عند استخدام الهاتف النقّال. كلّما ارتفع معدل الامتصاص الخاصّ في الهاتف، زادت كمية الأشعة التي يمتصها جسمك. يمكنك التحقّق من معدل الامتصاص الخاصّ:
• في تعليمات استخدام الهاتف
• على الموقع الإلكتروني للشركة المصنّعة.
تعتمد كميّة الطاقة التي يبثّها هاتفك على مدى قوّة الإرسال. فكلّما زادت قوّته، خفّت الطاقة التي يحتاجها الهاتف للتواصل وبالتالي ينخفض معدل الامتصاص الخاصّ. لذا، استخدمي هاتفك فقط حين يكون لديك إرسال قوي، لأنّ مستوى الأشعّة التي تتعرّضين لها يكون منخفضاً. إنّ استعمال أدوات الهاتف التي تجنبك إمساكه باليد ووضعه مباشرة على الأذن يقلّل من تعرّض رأسك لمعدل الامتصاص الخاصّ عندما تتكلّمين عبر الهاتف، لكنّه يزيد هذا المعدل على بقية أجزاء الجسم، وهذا ما يجب تجنّبه خلال الحمل.
يُجمع الخبراء على أنّ الأشعّة غير المؤينة لا تؤذي الجنين لأنّها الأقلّ خطراً في السلم الكهرومغناطيسي. لكن يمكنك تفاديها من خلال الخطوات التالية:
• خفّفي من استخدام الهاتف النقّال قدر الإمكان. ابعثي عند الضرورة رسالة قصيرة أو استعملي الهاتف الثابت.
• لا تطيلي الحديث على الهاتف
• تجنّبي استخدام الهاتف إذا كان الإرسال ضعيفاً، واعثري على مكان أفضل لإجراء المكالمة (مثلاً في الهواء الطلق أو بالقرب من النافذة) إذا كان الإرسال أفضل.
• اشتري أدوات الهاتف التي تجنبك إمساكه باليد ووضعه مباشرة على الأذن لإبعاد المسافة بين دماغك والهاتف، أو لا تقرّبيه من رأسك كثيراً.
تذكّري أخيراً أنّ استخدام الهاتف النقّال (سواء أكنت تحملينه أو تستعملين الأدوات غير المباشرة) أثناء قيادة السيارة يقلّل من استجابتك وانتباهك، في حال كنت حاملأً أم لا. هكذا، تعرّضين نفسك لخطر وقوع حادث إذا استخدمت الهاتف أثناء القيادة