بسم الله الرحمن الرحيم
( لماذا أوصانا الله بالصلاه الوسطى بالذات ) حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلَّهِ قَانِتِينَ. (البقرة: 238)
بالنسبة للصلاه والوسطى أنقسم السلف الى رأيين
الأول انها صلاه الفجر والثانى قال انها صلاه العصر
وجاء حديث رسول الله واضح وصريح
سل على بن ابى طالب عن الصلاة الوسطى . فقال : كنا نرى أنها الصبح ، حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم الأحزاب : (شَغَلُونَا عَنْ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى ، صَلَاةِ الْعَصْرِ).
وحتى يأكد انها صلاه العصر
السؤال هنا لماذا اوصانا الله بهذة الصلاه بالذات
أولا عندما سئل بن عباس عن معنى كلمة ( العصر ) أجاب انها ساعه من ساعات النهار
ومن الناحية الجغرافية فهى تكون عندما تتوسط الشمس السماء الى قبل الغروب بساعه أى من الساعه الواحدة ظهرااا الى الرابعه عصرا
فما الدلالة من هذا الكلام
فى الحقيقة فى هذا الوقت صلى آدم علية السلام عندما ارتكب خطيئته وأكل من الشجرة فتاب الله علية
فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
واصبح يوم الجمعه الذى صلى ادم ودعا ربه ان يغفر له فغفر الله له فى هذة الساعه فاصبحت ساعه مستجابة كما اخبرنا الحبيب المصطفى
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ قَائِمٌ يُصَلِّي فَسَأَلَ اللَّهَ خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ ) .
ولن يكتفى الله بهذا رحمتاا منه على ادم ومن خلفه بل اصبحت هذة الساعه كل يوم فى هذا التوقيت الذى غفر الله لآدم الخطيئة وأنزله من الجنه فما الدليل على هذا الكلام
تعالوا نشوف سورة صغيرة أسمها سورة العصر
وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)
وهنا يقسم الله بالعصر وكما قولنا ان المراد بالعصر كما جاء فى كلام بن عباس انها ساعه من ساعات النهار وكما شرحنا انها ما بين توسط الشمس فى السماء وقبل غروب الشمس بحوالى ساعه اى من الواحدة الى الرابعه عصرا
حد يقولى مش فاهمين حاجة
بص معاية
ربنا ذكر العصر وهى ساعه الاستجابة بعدها قال ان الانسان لفى خسر وبعدين قال ( الا ) الذين أمنوا
والمعنى واضح وهذا فضل من الله علينا أنه جعل لنا هذة الساعه ليغفر لمن أمن به وأرتكب الخسارة أى المعصية والدليل الربط بين الأية المذكورة فى سورة البقرة وبين سورة العصر
حد يسأل ويقول أنت عايز تفهمنا أن صلاه العصر هى الساعه اللى تاب الله على آدم فيها وجعلها توبة وأقسم بها ليتوب على المسلمين أجمعين
أقول له تمام فيقول لى أنت غلطان لأن أنت قولت هذة الساعه منحصرة بين الواحدة وقبل الغروب بساعه او اكثر فكيف لنا ان نحدد الوقت بالظبط لكى تكون هذة الصلاه فى نفس ساعه الاستجابة
أقول لكم الاجابة ببساطة
أنتم تظنون أن صلاة العصر مجرد خمس دقائق فقط ولكن للأسف هذا الكلام حطأ
صلاة العصر ممدودة ولا تنقطع
تعالى أقولك مثال
أحنا فى مصر مثلا القاهرة العصر يأذن الساعه 3.30 ولكن فى الاسكندرية بيكون 3.35 وفى الأقصر بيكون 4.05 وهكذا يعنى لو امامك تليفزيون به كل المحافظات حتلاقى صلاة العصر تتكررر فى البلد الواحد مش اقل من نص ساعه
تعالى البلد اللى جانبنا نفس الشىء والبلد الاخرى والبلاد التى ليلها نهار عندنا والعكس فقد ثبت علميا ان الاذان لا ينقطع على مستوى العالم فمن الطبيعى ان القران نزل للعالم كله فمن أدرك صلاة العصر فى مصر وكانت هذة وقت ساعه الاستجابة فهى دعاء لكل المسلمين وان كانت فى الهند او باكستان او امريكا فالله وحدة يعلم متى تكون هذة الساعه المتزامنه مع صلاة العصر
ولهذا فقد أمرنا الله الحفاظ عليها لندخل باب توبتة كما تاب على آدم من قبل وهذا يوضح أن لا أحد يحمل خطيئة آدم كما يقولون الأخوة النصارى ولكن كل انسان متحمل خطيئتة فعلية يا أما أن يخسر أو يفوز بالأيمان كما جاء (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)
صدق الله العظيم