الغرور
صفة يتصف بها بعض الناس وهي مرض قيبح وهي علة نفسية ناتجة غالبا عن نقص في شخصية من يحمل هذه الصفة , والغرور له اسباب ذاتية تعبر عن جهل كبير لدى من يحملها , والغرور يكون على نوعين الاول شىء جاء من خلال اجتهاده ذاتيا وهو فعل لمن يحمل هذه الصفة كأن يكون مجتهدا او ان يكون ناجحا في عمله او ان يكون صاحب مال وفير من خلال اجتهاده في عمله واتخاذ السبل التي ادت الى غناه ماديا , وربما هذا النوع من الغرور له مسوغات وان كانت ضعيفة ولكن المصيبة الكبيرة والطامة الكبرى في النوع الثاني .
النوع الثاني من الغرور هو ان يفتخر انسانا او يتباهى بشىء هو اصلا ليس له أي جهد اواختيار فيه ومن ذلك حسن الوجه او الشكل الخارجي له وماادراك كم هي علله الكثيرة النفسية في داخله ويكفي ان يحمل صفة الغرور في نفسه والتي ظهرت بشكل واضح على افعاله من خلال تعاليه على باقي البشر , والغرور ايضا مسالة نسبية تختلف من شخص الى اخر لاختلاف البيئة والثقافة العامة للناس في تلك البيئة .
وللناس دور فعال وكبير في تنمية هذه الصفة اما بالصمت وعدم انتقاد صاحب هذه الصفة بشكل مباشر او تنميتها بشكل مباشر في وصفه بصفات لايستحقها و هي موجودة في غيره ولايتميز بها عن غيره فيظن انه فوق غيره واعلى انسانيا .
الا تعلم ايها المغرور المريض ان غرورك هذا هو نهايتك وكاني اشبهك بالميت وقت الغرغرة وهو ينتزع اخر انفاسه ليفارق الحياة وانت تفارق العدل والانصاف التي سوف تقفدك انسانيتك واحترامك لمن هو مثلك له روح وقلب وله مشاعر واحاسيس ربما تفوقك بكثير لانها بالتالي مسالة نسبية متغيرة كل حسب مايحمله من طموح وخيال , الا تعلم ايها المغرور ياصاحب الكبرياء المصطنع ان جمالك لم يكن لك فيه أي جهد اوفعل او مالك الذي تملكته او جاهك الذي سيزول باسرع من البرق , وجمالك الذي هو بالاساس ايضا مسالة نسبية ذوقية فمن شاهدك بعينه انك فوق كل جمال عند غيره انت دون ذلك واقل مما وجده غيره وبالتالي وان كنت جميلا حقا فالجمال زائل لامحال والمال نافد لامحال ,وكلها للحظ او النصيب او بمعنى مارزقك الله به ممكن ان يمحق باي لحظة وباسباب ربما لايمكن ان تقنع غرورك .
فايها المغرور انتبه الى نفسك فانك على حافة الهاوية ومرضك ممكن علاجه بابسط الطرق واسهلها واقلها جهدا هو ان تجلس مع نفسك وتنتقدها نقدا ذاتيا وتقارن بينك وبين غيرك فربما عيوبك اكثر بكثير مما كرحها عليك المداهنون والنافقون او نفسك المريضة فستجد انك علىخطا كبير كبير, وحاول ان تجلس وتخالط من هم اكبر منك علما واكثر ثقافة لان مخالطة الجهال والمداهنون لاياتي لك الا بالظن الغير صحيح الذي يجعلك في عالم اخر لانك ستصدم بالتاكيد لو تنحنحت عن مقعدك الذي انت فيه .