بسم الله الرحمن الرحيم
نحن الان مع نشأة اعظم مخلوق على وجه الارض وهو رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم
محمد بن عبد الله
يؤمن المسلمون بأن محمد بن عبد الله الرسول ،صلى الله عليه وسلم
والنبي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب آخر الأنبياء و خاتم المرسلين، و لم
يرسل إلى قوم بعينهم بل أُرسل إلى الثقلين كافة ( الجن والإنس ) وهذا هو
الحق والصواب. وُلد في مكة في يوم الاثنين الموافق 12 ربيع الأول بعد خمسين
يوم من عام يقال له عام الفيل الموافق شهر أغسطس سنة 570 للميلاد .
نشأته
نشأ محمد بشعب بنى هاشم بمكة يتيماً فقد مات والده عبد الله قبل
ولادته بقليل ، واختار له جده اسم محمد وهذا الإسم لم يكن معروفاً في العرب
.
وقيل في تسميته أنه كان جمع من سادة مكة يقومون برحلة فالتقوا بحبر
من أحبار اليهود وسألهم من أين أنتم ، فأجابوا أنهم من مكة ، فأخبرهم أنه
في مكة يخرج نبي يقال له محمد ، فعقد كل واحد منهم أن يسمي إبنه محمداً عسى
أن يكون ذلك النبي . وقد كانت العادة عند العرب أن يلتمسوا المراضع
لأولادهم إبعاداً لهم عن أمراض الحواضر، و لتقوى أجسامهم ، و تشتد أعصابهم ،
و يتقنوا اللسان العربى في مهدهم ، فقدم نساء من بنى سعد إلى مكة ولم يكن
يرغبن في اليتيم محمد حتى أخذته امرأة تسمى حليمة السعدية عندما لم تجد
غيره وكان فاتحة خير عليها وعلى عائلتها كما تخبر هي . و قد عاش في بنى سعد
حتى سن الرابعة من مولده حتى حدث بما يعرف بـ حادثة شق الصدر فخشيت عليه
حليمة بعد هذه الواقعة حتى ردته إلى أمه التي طمأنتها بألا تخاف عليه ،
ولما بلغ ست سنين قررت أمنة أن تزور قبر زوجها فخرجت من مكة إلى المدينة
المنورة مع ولدها اليتيم محمد و خادمتها و بينما هى راجعة إذ لحقها المرض
في أوائل الطريق حتى ماتت ، وانتقل محمد ليعيش مع جده عبد المطلب يتيم الأب
والأم ، و كانت مشاعر الحنو لدى عبد المطلب تربو نحو حفيده اليتيم ، ولما
بلغ محمد ثمانى سنوات توفى جده عبدالمطلب بمكة و رأى قبل وفاته أن يعهد
بكفالة حفيده إلى عمه أبو طالب شقيق أبيه والذي قام بحق إبن أخيه على أكمل
وجه ، و كان محمد في بداية شبابه يرعى غنماً رعاها في بنى سعد ، و في مكة
لإهلها على قراريط ثم انتقل إلى عمل التجارة حين شب .
كان يلقب بالصادق الأمين حتى أن أعداء رسول الإسلام كانوا يضعون أماناتهم عند رسول الإسلام .
من أسمائه:
محمد:رسول اللہ
من صفة الحمد هو الذى يحمد على أفعاله ثم يحمد ثم يحمد فلا يحمد مرة واحدة ولكنه يحمد مرات ومرات ومرات من جمال أفعاله فصار محمداً
أحمد:
صفة تفضيل المقصود بها أحمد الحامدين لأنه ما حمد الله أحد كمحمد
الماحى:
الذى يمحو الله به الكفر فبعده اختفت عبادة الأصنام من جزيرة العرب
الحاشر:
يحشر الناس خلفه يوم القيامة فأول من يتقدم الناس يوم القيامة هو رسول
الإسلام و هو أول من يشفع يوم القيامة و أول من تقبل شفاعته و أول من تفتح
له ابواب الجنة و أول انسان يدخل الجنة
العاقب:
هو النبى الذى لا نبى بعده
زواجه بخديجة
أول زواج لرسول اللہ محمد بن عبد الله كان بـ خديجة بنت خويلد ,
امرأة تاجرة ذات شرف و مال ، تستأجر الرجال في مالها ، و تضاربهم بشىء
تجعله لهم ، و كانت قريش قوماً تجاراً ، فلما بلغها عن محمد بن عبد الله ما
بلغها من صدق حديثه ، بعثت إليه واستأجرته ، وكانت تعطيه أفضل ما كانت
تعطى غيره من التجار ، و لما رجع إلى مكة بتجارتها و رأت في مالها من
الأمانة والبركة ما لم تر قبل هذا ، وجدت ضالتها المنشودة . و كان الرؤساء و
السادات يحرصون على زواجها فترفض ، فتحدثت بما في نفسها إلى صديقتها فذهبت
تفاتحه أن يتزوج خديجة فرضى بذلك ، و تم الزواج و كان سنها آن ذاك أربعين
سنة وهو في الخامسة والعشرين ، و هى أول امرأة تزوجها و لم يتزوج عليها
غيرها حتى ماتت و كل أولاده منها سوى إبراهيم و مات البنين كلهم في صغرهم ،
أما البنات فكلهن أدركن الاسلام فأسلمن و هاجرن ، إلا أنهن أدركتهن الوفاة
في حياته سوى فاطمة الزهراء - عليها السلام فقد ماتت بعده بستة أشهر من
وفاته .
النبوة والعهد المكي
كان الشرك و عبادة الاصنام أكبر مظهر من مظاهر دين أهل الجاهلية من
قريش و الجزيرة العربية قبل بعثة النبي محمد حيث كانوا يعبدونها ويعكفون
عليها و يلتجئون إليها و يستغيثون في الشدائد ويدعونها لحاجتهم معتقدين
أنها تحقق لهم ما يريدون بالاضافة إلى إنتشار الرذائل مثل الزنا و شرب
الخمر ، كما أن الجزيرة العربية قبل بعثة النبي محمد كانت مجموعة من
القبائل المتناحرة و المتباغضة يأكل القوى فيهم الضعيف .
المسيحيه واليهودية كانتا موجودتان ايضاً في شبه الجزيره العربيه ومن اشهر رموزها بحيرا الراهب وغيره.
غار حراء
لما قارب النبي محمد سن الأربعين كانت تأملاته الماضية قد وسعت
الشقة العقلية بينه و بين قومه ، و حبب إليه الخلاء ، فكان يذهب إلى غار
حراء في جبل النور على بعد نحو ميلين من مكة فيقيم فيه شهر رمضان و يقضى
وقته في العبادة و التفكر والتأمل فيما حوله من مشاهد الكون و فيما وراءها
من قدرة مبدعة ، وهو غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك ، و لكن ليس
لديه طريق واضح ، ولا منهج محدد ولا طريق قاصد يطمئن إليه و يرضاه و كان
إختياره لهذه العزلة تدبير الله له ، و ليكون إنقطاعه عن شواغل الأرض و
ضَجَّة الحياة و هموم الناس التي تشغل الحياة ، وكانت نقطة تحول وإستعداد
لما ينتظره من الأمر العظيم ، لحمل الأمانة الكبرى و تغيير وجه الأرض ، و
تعديل مسار التاريخ ... قدّر الله له هذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة
بثلاث سنوات ، ينطلق في هذه العزلة شهراً من الزمان يتدبر ما وراء الوجود
من غيب مكنون ، حتى يحين موعد التعامل مع هذا الغيب عندما يأذن الله .
جبريل يتنزل بالوحي
نزل الوحي لأول مرّة على رسول الإسلام محمد وهو في غار حراء ، حيث
جاء جبريل ، فقال : إقرأ : قال : ( ما أنا بقارئ - أي لا أعرف
القراءة ) ، قال : ( فأخذني فغطني حتى بلغ منى الجهد ، ثم أرسلني ،
فقال : إقرأ، قلت : مـا أنـا بقـارئ ، قـال : فأخذني فغطني الثانية
حتى بلـغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : إقرأ ، فقلت : ما أنا بقارئ ،
فأخذني فغطني الثالثة ، ثـم أرسلـني ، فقال : (( إقرأ بإسم ربك الذي خلق *
خلق الإنسان من علق * إقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما
لم يعلم )) .سورة العلق : 1 - 5 ، فأدرك رسول الإسلام أن عليه أن يعيد
وراء جبريل هذه الكلمات ، ورجع بها رسول الإسلام يرجف فؤاده ، فدخل على
خديجة بنت خويلد ، فقال : ( زَمِّلُونى زملونى ) ، فزملوه حتى ذهب
عنه الروع ، فقال لخديجة : (ما لي؟) فأخبرها الخبر ، ( لقد خشيت
على نفسي )، فقالت خديجة : كلا ، و الله ما يخزيك الله أبداً ، إنك
لتصل الرحم ، و تحمل الكل ، و تكسب المعدوم ، و تقرى الضيف ، و تعين على
نوائب الحق ، فأنطلقت به خديجة إلى إبن عمها ورقة بن نوفل و كان حبراً
عالماً قد تنصر في الجاهلية ، و كان يكتب الكتاب العبرانى ، فيكتب من
الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ، و كان شيخًا كبيراً فأخبره خبر
ما رأي ، فقال له ورقة : هذا الناموس الذي أنزله الله على موسى . و قد
جاءه جبريل مرة أخرى جالس على كرسي بين السماء و الأرض ، ففر منه رعباً حتى
هوى إلى الأرض ، فذهب إلى خديجة فقال : [ دثروني ، دثروني ] ،
وصبوا على ماءً بارداً ، فنزلت : (( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ
فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ
فَاهْجُرْ )) .المدثر : 1 - 5 ، وهذه الآيات هي بداية رسالته ثم بدأ
الوحى ينزل ويتتابع لمدة ثلاثة وعشرون عاماً حتى وفاته .
الدعوة
كانت الدعوة في بدء أمرها سرية لمدة ثلاث سنوات ، حيث إن قومه
كانوا جفاة لا دين لهم إلا عبادة الأصنام و الأوثان ، و لا أخلاق لهم إلا
الأخذ بالعزة ، و لا سبيل لهم في حل المشاكل إلا السيف ، و ممن سبق إلى
الإسلام أم المؤمنين خديجة بنت خويلد ، وإبن عمه علي بن أبي طالب و كان
صبياً يعيش في كفالة الرسول ، ومولاه زيد بن حارثة ، و صديقه الحميم أبو
بكر الصديق . أسلم هؤلاء في أول يوم الدعوة . ولما تكونت جماعة من
المؤمنين تقوم على الأخوة و التعاون ، و تتحمل عبء تبليغ الرسالة و تمكينها
من مقامها ، نزل الوحى يكلف رسول الإسلام محمد بن عبد الله ، بإعلان
الدعوة.
الإضطهادات
أعمل المشركون الأساليب شيئاً فشيئاً لإحباط الدعوة بعد ظهورها في
بداية السنة الرابعة من النبوة ، و من هذة الاساليب السخرية و التحقير ، و
الاستهزاء و التكذيب و التضحيك ، إثارة الشبهات و تكثيف الدعايات الكاذبة
. و قالوا عن الرسول: أنه مصاب بنوع من الجنون ، و أحياناً قالوا : إن
له جناً أو شيطاناً يتنزل عليه كما ينزل الجن و الشياطين على الكهان ,
وقالوا شاعر ، وقالوا ساحر ، و كانوا يعملون للحيلولة بين الناس و بين
سماعهم القرآن ، و معظم شبهتهم كانت تدور حول توحيد الله ، ثم رسالته ، ثم
بعث الأموات و نشرهم وحشرهم يوم القيامة و قد رد القرآن على كل شبهة من
شبهاتهم حول التوحيد ، و لكنهم لما رأوا أن هذه الأساليب لم تجد نفعاً في
إحباط الدعوة الإسلامية إستشاروا فيما بينهم ، فقرروا القيام بتعذيب
المسلمين و فتنتهم عن دينهم ، فأخذ كل رئيس يعذب من دان من قبيلته بالإسلام
، و تصدوا لمن يدخل الإسلام بالأذى والنكال ، حتى أنهم تطاولوا على رسول
الإسلام و ضربوه ورجموه بالحجارة في مرات عديدة ووضعوا الأشواك في طريقه ،
إلا أن كل ذلك كان لا يزيد النبى و أصحابه إلا قوة و إيماناً ، و مما زاد
الامر سوءاً أن زوجته خديجة و عمه أبو طالب يموتان في عام واحد و سمى هذا
العام بعام الحزن و كان ذلك في عام 619 م . واستمرت الدعوة ثلاث سنوات سراً
.
الاسراء والمعراج
فى عام 620 م و بينما النبي يمـر بهذه المرحلة، و أخذت الدعوة تشق
طريقاً بين النجاح و الاضطهـاد، و بـدأت نجـوم الأمل تتلمح في آفاق بعيدة،
وقع حادث الإسراء و المعـراج, حيث أسرى برسول الإسلام بجسده على الصحيح من
المسجد الحرام إلى بيت المقدس راكباً على البُرَاق، بصحبة جبريل، فنزل
هناك، و صلى بالأنبياء إماماً، و ربط البراق بحلقة باب المسجد. ثم عرج به
تلك الليلة من بيت المقدس إلى السماء فاستفتح له جبريل ففتح له، فرأي هنالك
آدم أبا البشر، فسلم عليه، فرحب به و رد عليه السلام، و أقر بنبوته، ثم
قابل في كل سماء نبى مثل يحيى بن زكريا و عيسى بن مريم، يوسف، إدريس, هارون
موسى, إبراهيم ثم عرج به إلى الله الجبّار جل جلاله، و فرض الصلوات الخمس
في هذه الليلة و قد خففت إلى خمس صلوات بعد ان كانت خمسين صلاة.
=========
الهجرة
أصبحت الحياة في مكة غاية في الصعوبة و على درجة عالية من الخطورة
حيث وصل الامر أن هناك عدة محاولات لاغتيال الرسول الإسلام فبدأ يعرض نفسه
في المواسم إذا كانت على قبائل العرب يدعوهم إلى الله ويخبرهم أنه نبي مرسل
ويسألهم أن يصدقوه و يمنعوه حتى يبين ( لهم ) الله ما بعثه به حتى سنة 11
من النبوة في موسم الحج وجدت الدعوة الإسلامية بذوراً صالحة، و كانوا ستة
نفر من شباب يثرب و كان من سعادة أهل يثرب أنهم كانوا يسمعون من حلفائهم من
يهود المدينة، إذا كان بينهم شيء، أن نبياً من الأنبياء مبعوث في هذا
الزمان سيخرج، فنتبعه، ونقتلكم معه. وعد الشباب رسول الإسلام بإبلاغ رسالته
في قومهم وكان من جراء ذلك أن جاء في الموسم التالي موسم الحج سنة 12 من
النبوة، يوليو سنة 621م اثنا عشر رجلاً، التقى هؤلاء بالنبى عند العقبة
فبايعوه بيعة عرفت ببيعة العقبة الاولى. و في موسم الحج في السنة الثالثة
عشرة من النبوة يونيو سنة 622م حضر لأداء مناسك الحج بضع و سبعون نفساً من
المسلمين من أهل المدينة، فلما قدموا مكة جرت بينهم و بين النبي اتصالات
سرية أدت إلى اتفاق الفريقين على أن يجتمعوا في الشعب الذي عند العقبة و أن
يتم الاجتماع في سرية تامة في ظلام الليل و قد وفع الاتفاق على هجرة رسول
الإسلام وأصحابه إلى المدينة المنورة و عرف ذلك الاتفاق ببيعة العقبة
الثانية. و بذللك يكون الإسلام قد نجح في تأسيس وطن له, و أذن رسول الإسلام
للمسلمين بالهجرة إلى هذا الوطن و بدأ المسلمون يهاجرون و هم يعرفون كل
ذلك، و أخذ المشركون يحولون بينهم و بين خروجهم, فخرجوا حتى لمْ يبق بِمكة,
ِإلا رسول الإسلام و أَبو بكرٍ و علي بن أبى طالب, همّ المشرِكون بِرسول
الإسلام أَن يقتلوه، وَ اجتمعوا عِند بابه، فخرج من بينِ أَيديهِم لم يره
منهم أَحد، وترك علي ليؤدي الأَمانات التي عنده، ثمَّ يلْحق بِه.
و ذهب رسول الإسلام إِلى دارِ أَبِي بكرٍ ، و كان أَبو بكرٍ قد جهز
راحلتين للسفر، فأَعطاها رسول الإسلام عبد الله بن أريقط، على أَنْ
يوافيهِما في غارِ ثورٍ بعد ثلاث ليالٍ، وانطلق رسول الإسلام و أَبو بكرٍ
إِلَى الغار، وَ أَعمى الله المشرِكين عنهما، و في يومِ الإِثنينِ العاشر
من شهر رييع الأول سنة 622م دخل رسول الإسلام المدينة ضحى، فخرج الأَنصار
إِليه و حيوه بتحية النبوة.
أهم غزواته
غزوة بدر
ختم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الموجود في أسطنبول بتركياكانت
قريش تعتزم و تفكر في القيام بنفهسا للقضاء على المسلمين، و خاصة على النبي
.
و لم يكن هذا مجرد وهم أو خيال، فقد تأكد لدى رسول الله من مكائد
قريش و إرادتها على الشر، في هذه الظروف الخطيرة التي كانت تهدد كيان
المسلمين بالمدينة، أنزل الله تعالى الإذن بالقتال للمسلمين و لم يفرضه
عليهم، فورد في القرآن:
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير سورة الحج:39
و كان الإذن مقتصراً على قتال قريش، ثم تطور فيما بعد مع تغير
الظروف حتى وصل إلى مرحلة الوجوب، في رمضان من السنة الثانية للهجرة خرج
المسلمون بقيادة رسول الله ليعترضوا قافلة لقريش يقودها أبو سفيان، و لكن
أبا سفيان غَيّرَ طريقه إلى الساحل و استنفر أهل مكة، فخرجوا لمحاربة
المسلمين و التقى الجمعان في غزوة بدر في 17 رمضان سنة اثنتين للهجرة. و
إنتصر جيش المسلمين رغم قلة عددهم و عدتهم فقد كانوا ثلاثمائة و سبعة عشر و
كان المشركون أكثر من ألف و أثمرت نتائج النصر ثماراً كثيرة، فقد ارتفعت
معنويات المسلمين و علت مكانتهم عند القبائل التي لم تسلم بعد، و اهتزت
قريش في أعماقها و خسرت كبار أعمدة الكفر، و أخذت تعد للثأر و الانتقام. و
بينما كان المجتمع المسلم ينمو و يجتذب إليه بقية قبائل المدينة و من
حولها، كان مشركو مكة يعدون العدة لموقعة تالية. و خلال سنة تحققت للمسلمين
في المدينة عوامل أمن خارجية و داخلية.
غزوة أحد
اهتزت قريش بعد غزوة بدر في أعماقها و خسرت بعض من كبار رجالها، و
أخذت تعد للثأر و الانتقام و في 15 شوال من سنة 3 للهجرة خرجت قريش بثلاثة
آلاف مقاتل و مائتي فارس للانتقام من المسلمين و بلغ الخبر رسول الإسلام
فخرج بالمسلمين إلى أحد و في الطريق نكص رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن
سلول و ثلاثمائة من أتباعه و عادوا إلى المدينة و تابع المسلمون سيرهم إلى
أحد و نزلوا في موقع بين جبل أحد و جبل صغير و وضع الرسول الرماة على جبل
عينين و أمرهم أن لا يغادروا مواقعهم حتى يأمرهم بذلك مهما كانت نتيجة
المعركة، و بدأت المعركة فحاول فرسان المشركين بقيادة خالد بن الوليد
اختراق صفوف المسلمين من ميسرتهم فصدهم الرماة، و قتل عشرة من حملة لواء
المشركين، و سقط لواؤهم و دب الذعر في صفوفهم و بدؤوا في الهرب، و تبعهم
بعض المسلمين فاضطربت صفوفهم، و رأى الرماة هرب المشركين فظنوا أن المعركة
حسمت لصالح المسلمين فترك معظمهم مواقعهم، و نزلوا يتعقبون المشركين و
يجمعون الغنائم و لم يلتفتوا لتحذيرات قائدهم، و استغل خالد بن الوليد هذه
الحال فتغيرت موازين المعركة، و انسحب رسول الله بمجموعة من الصحابة الذين
التفوا حوله إلى قسم من جبل أحد وحاول المشركون الوصول إليه ففشلوا ويئسوا
من تحقيق نتيجة أفضل فأوقفوا القتال.
غزوة بني قينقاع
كان رسول الإسلام حريصاً كل الحرص على تنفيذ ما جاء في المعاهدة
التى عقدها مع اليهود عن دخوله المدينة، و لم يخالف حرفاً واحداً من
نصوصها و لكن اليهود أخذوا في طريق الدس و المؤامرة و التحريش و إثارة
القلق و الاضطراب في صفوف المسلمين و قد كانت لهم خطط شتي في هذا
السبيل. فكانوا يبثون الدعايات الكاذبة، و لما رأوا أن الله قد نصر
المؤمنين نصراً مؤزراً في ميدان بدر، و أنهم قد صارت لهم عزة وشوكة وهيبة
في قلوب القاصي و الداني اشتد طغيانهم، و توسعوا في تحرشاتهم و
استفزازاتهم، فكانوا يثيرون الشغب، و يتعرضون بالسخرية، و يواجهون بالأذي
كل من ورد سوقهم من المسلمين حتى أخذوا يتعرضون بنسائهم روي ابن هشام عن
أبي عون: أن امرأة من العرب قدمت بجَلَبٍ لها، فباعته في سوق بني قينقاع،
وجلست إلى صائغ، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت، فَعَمَد الصائغ إلى
طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها ـ وهي غافلة ـ فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا
بها فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله ـ وكان يهودياً ـ فشدت
اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، فوقع
الشر بينهم وبين بني قينقاع.
و حينئذ عِيلَ صبر رسول الإسلام ، وسار بجنود الله إلى بني قينقاع
في 2هـ، و لما رأوه تحصنوا في حصونهم، فحاصرهم أشد الحصار و دام الحصار خمس
عشرة ليلة فنزلوا على حكم رسول الإسلام في رقابهم و أموالهم و نسائهم و
ذريتهم، فأمر بهم فكتفوا و أمرهم أن يخرجوا من المدينة و لا يجاوروه بها،
فخرجوا إلى أذْرُعَات الشام، فقل أن لبثوا فيها حتى هلك أكثرهم.
غزوة خيبر
أهل خيبر من اليهود هم الذين حزبوا الأحزاب ضد المسلمين، ثم أخذوا في
الاتصالات بالمنافقين وكانوا هم أنفسهم يتهيأون للقتال، فألقوا المسلمين
بإجراءاتهم هذه في محن متوصلة، حتى وضعوا خطة لاغتيال رسول الإسلام ، في 7
هـ وإزاء ذلك اضطر المسلمون إلى بعوث متواصلة، وإلى الفتك برأس هؤلاء
المتآمرين، واتجه رسول الإسلام بالجيش الأسلامى نحو خبير حتى اختار لمعسكره
منزلاً، أما اليهود فإنهم لما رأوا الجيش وفروا إلى مدينتهم تحصنوا في
حصونهم، وكان من الطبيعي أن يستعدوا للقتال وفتح المسلمون هذه الحصون
وهزموا اليهود هزيمة منكرة وسبي رسول الإسلام صفية بنت حيي بن أخطب ، التى
أسلمت بعد ذلك وتزوجها رسول الإسلام
فتح مكة
كان رسول الإسلام قد عقد صلحاً في 628م مع المشركين لمدة 10 سنوات
سمى بصلح الحديبية وفى السنوات الاولى للصلح دخل الناس بالآلاف في الاسلام
إلا أن المشركين قد نقضوا هذه المعاهدة بعد سنتين فقط من عقدها وقاموا بقتل
عدد من المسلمين داخل الحرم المكى وقد إستطاع واحد من المسلمين الذين نجوا
من المذبحة أن يصل إلى رسول الإسلام له ويخبره بما حدث دون أن تدرى قريش
بذلك ولا شك أن ما فعلت قريش وحلفاؤها كان غدراونقضاً صريحاً للميثاق،
ولذلك سرعان ما أحست قريش بغدرها، وخافت وشعرت بعواقبه الوخيمة، وقررت أن
تبعث قائدها أبو سفيان ممثلاً لها ليقوم بتجديد الصلح وخرج أبو سفيان حسب
ما قررته قريش ثم خرج حتى أتي رسول الإسلام فكلمه، فلم يرد عليه شيئاً،
فرفض رسول الإسلام ذلك وامر بتجهيز الجيش والتحرك نحو مكة ولعشر خلون من
شهر رمضان المبارك 8 هـ سنة 630م، غادر رسول الإسلام المدينة متجهاً إلى
مكة، في عشرة ألاف من الصحابة، وخرج أبو سفيان مرة أخرى على رسول الإسلام و
يخبره أنه مستعد لتسليم مكة من غير قتال ففرح رسول الإسلام لذلك وعرض على
ابو سفيان الاسلام فأسلم وتحركت كل كتيبة من الجيش الإسلامي على الطريق
التي كلفت الدخول منها. ودخل رسول الإسلام له الحرم المكى وكسر الاصنام
ثم دخل الكعبة وصلى داخلها وعفى عن جميع المشركين وعندما رؤوا منه ذلك دخل
اغلبيتهم في الاسلام.
=========
وفاته
فى صفر سنة11هـ أصابته الحمى واتقدت الحرارة، حتى إنهم كانوا يجدون
سَوْرَتَها فوق العِصَابة التي تعصب بها رأسه. وقد صلى رسول الإسلام
بالناس وهو مريض 11 يوماً وثقل برسول الإسلام المرض، وطلب من زوجاته أن
يمرض في بيت عائشة فانتقل إلى بيت عائشة يمشي بين الفضل بن عباس وعلى بن
أبي طالب، عاصباً رأسه، وقبل يوم من الوفاة أعتق رسول الإسلام غلمانه،
وتصدق بستة أو سبعة دنانير كانت عنده، ووهب للمسلمين أسلحته، وطفق الوجع
يشتد ويزيد، وقد ظهر أثر السم الذي أكله بخيبر حتى كان يقول: (يا
عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع
أبْهَرِي من ذلك السم. وبدأ الاحتضار فأسندته عائشة إليها، وهو يقول:
"مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم
اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى. اللهم، الرفيق الأعلى".
(وليعلم يقينا أن الرفيق الأعلى المقصود بالحديث الشريف هو جبريل و في حديث
آخر جبريل وميكائيل) كرر رسول الإسلام الكلمة الأخيرة ثلاثاً، ومالت يده
ولحق بالرفيق الأعلى. إنا لله وإنا إليه راجعون. وقع هذا الحادث حين
اشتدت الضحى من يوم الاثنين 12 ربيع الأول سنة 11هـ، وقد تم له ثلاث وستون
سنة وزادت أربعة أ
يام.
صحابة رضي الله عنهم
أبو بكر الصديق
عمر بن الخطاب
عثمان بن عفان
علي بن أبي طالب
خالد بن الوليد
عمرو بن العاص
عمار بن ياسر
بلال بن رباح
أبي بن كعب
سعد بن أبي وقاص
سعد بن معاذ
عبد الله بن عمر بن الخطاب
عبد الرحمن بن عوف
الزبير بن العوام
طلحة بن عبيدالله
سعيد بن زيد
وغيرهم من الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم أجمعين
==========
زوجات الرسول
السيدة خديجة بنت خويلد
السيدة سودة بنت زمعة
السيدة عائشة بنت أبي بكر
السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب
السيدة زينب بنت خزيمة
السيدة أم سلمة ( هند بنت أمية )
السيدة زينب بنت جحش
السيدة جويرية بنت الحارث
السيدة صفية بنت حيي بن أخطب
أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان
مارية بنت شمعون القبطية
ميمونة بنت الحارث
أسماء بنت النعمان
قتيلة بنت قيس
=========
حياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في سطور
1 - القرن السادس م:
عام
545 م.مولد عبد الله والد النبي محمد.
571م. مولد النبي محمد بن عبد الله نبي الإسلام في عام الفيل عندما هاجم إبرهة الحبشي حاكم اليمن مكة المكرمة ثم هزم .
577م.النبي يزور المدينة مع أمه حيث ماتت . 580 م. موت عبد المطلب جد الرسول .
583 م. رحلة النبي للشام في صحبة عمه أبي طالب حيث قابل الراهب بحيري بالبصرةالذي تنبأ بنبوته .
586م. حرب الفجار شارك محمد بها .
591 م. النبي محمد ينضم لحلف الفضول لنصرة الضعفاء .
594 م . النبي محمد يعمل عند السيدة خديجة ويقود قافلة تجارتها للشام ويعود .
595م .النبي محمد يتزوج السيدة خديجة
2- القرن السابع م :
عام
605 م. النبي محمد يضع الحجر الأسود بالكعبة نيابةعن قريش.
610 م .أول نزول الوحي(القرآن) علي النبي بغار جبل حراء . وابتعاثه رسولا من عند الله .
613 م. الرسول يدعو الناس للإسلام عند جبل سارة .
614 م . الرسول يدعو بني هاشم للإسلام.
615م. تعذيب قريش للمسلمين بمكة وهجرة بعضهم للحبشة الهجرة الأولي .
616 م. الهجرة الثانية للمسلمين إلي الحبشة .
617 م.قريش تقاطع وتحاصر الرسول وبني هاشم في شعب خارج مكة .
619م . رفع الحصار ووفاة أبي طالب والسيدة خديجة زوجة االرسول . وسمي العام بعام الأحزان .
620 م . رحلة الرسول للطائف . ورحلة الإسراء والمعراج .
621م. بيعة العقبة الأولي
622م. بيعة العقبة الثانية . وهجرة الرسول والمسلمين ليثرب .
624 م . موقعة بدر انتصر فيها المسلمون . وترحيل يهود بني القينقاع من المدينة المنورة .
625م. موقعة أحد واستشهاد 70 مسلماعند بئر مني وترحيل يهود بني النظير من المدينة المنورة .
626م. غزوة بني المصطلق .
626م . معركة الخندق . وترحيل يهود بني قريظة من المدينة المنورة.
627م. هدنةالحديبية بين الرسول وقريش. غزوة خيبر . رسائل الرسول لملوك العالم يدعوهم للإسلام .
629م.حجة الرسول لمكة . غزوة مؤتة ضد الروما ن .
630 م .فتح مكة .
631 م . غزوة تبوك . عام الوفود .
632م . حجةالوداع . ووفاة الرسول . اختيار أبي بكر خليفة رسول الله . وابتعاث أسامة بجيشه للشام.