فضل الأيام العشر :
أنه قال : يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
ما من أيامٍ العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيامِ ( يعني
أيامَ العشر ) . قالوا : يا رسول الله ، ولا الجهادُ في سبيل الله ؟ قال :
ولا الجهادُ في سبيل الله إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجعْ من ذلك بشيء "
( أبو داود ، الحديث رقم 2438 ، ص 370 ) .
صيام يوم عرفة يكفر سنتين:
فقد ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: (يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) "رواه مسلم".
وهذا إنما يستحب لغير الحاج، أما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة؛
لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك صومه، وروي عنه أنه نهى عن صوم يوم عرفة
بعرفة.
جاء
قول الحق تبارك وتعالى : { وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ } ( سورة الفجر
: الآيتان 1 – 2 ) . وقد أورد الإمام الطبري في تفسيره لهذه الآية قوله : "
وقوله : " وَلَيَالٍ عَشْرٍ " ، هي ليالي عشر ذي الحجة ، لإجماع الحُجة من
أهل التأويل عليه " ( الطبري ، 1415هـ ، ج 7 ، ص 514 ) .
ورد ذكر الأيام العشر من ذي الحجة في بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي منها :
الحديث الأول : عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أنه قال : يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
ما من أيامٍ العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيامِ ( يعني
أيامَ العشر ) . قالوا : يا رسول الله ، ولا الجهادُ في سبيل الله ؟ قال :
ولا الجهادُ في سبيل الله إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجعْ من ذلك بشيء "
( أبو داود ، الحديث رقم 2438 ، ص 370 ) .
الحديث
الثالث : عن جابر رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : " ما من أيامٍ أفضل عند الله من أيامَ عشر ذي الحجة ". قال :
فقال رجلٌ : يا رسول الله هن أفضل أم عِدتهن جهاداً في سبيل الله ؟ قال : "
هن أفضل من عدتهن جهاداً في سبيل الله " ( ابن حبان ، ج 9 ، الحديث رقم
3853 ، ص 164 ) .
= ذبح الأضاحي لأنها من العبادات المشروعة التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى في يوم النحر أو خلال أيام التشريق ، عندما
يذبح القُربان من الغنم أو البقر أو الإبل ، ثم يأكل من أُضحيته ويُهدي
ويتصدق ، وفي ذلك كثيرٌ من معاني البذل والتضحية والفداء ، والاقتداء بهدي
النبوة المُبارك .
= الإكثار من الصدقات المادية والمعنوية : لما
فيها من التقرب إلى الله تعالى وابتغاء الأجر والثواب منه سبحانه عن طريق
البذل والعطاء والإحسان للآخرين ، قال تعالى : { مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ
اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ } (
سورة الحديد :الآية 11) . ولما يترتب على ذلك من تأكيد الروابط الاجتماعية
في المجتمع المسلم من خلال تفقد أحوال الفقراء والمساكين واليتامى
والمُحتاجين وسد حاجتهم . ثم لأن في الصدقة أجرٌ عظيم وإن كانت معنويةً
وغير مادية فقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "
على كل مُسلمٍ صدقة " . فقالوا : يا نبي الله ! فمن لم يجد ؟ قال : " يعمل
بيده فينفع نفسه ويتصدق " . قالوا : فإن لم يجد ؟ قال : " يُعين ذا الحاجة
الملهوف " . قالوا : فإن لم يجد ؟ قال : " فليعمل بالمعروف وليُمسك عن الشر
فإنها له صدقةٌ " ( رواه البخاري ، الحديث رقم 1445 ، ص 233 ) .
= الصيام لكونه من أفضل العبادات الصالحة التي على المسلم أن يحرص عليها لعظيم أجرها وجزيل ثوابها ،
ولما روي عن صيام النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأيام المُباركة ؛
فقد روي عن هُنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه
وسلم قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسعَ ذي الحجة ،
ويوم عاشوراء ، وثلاثة أيامٍ من كُلِ شهر ، أول اثنين من الشهر والخميس " (
رواه أبو داود ، الحديث رقم 2437 ، ص 370 ) .
وليس
هذا فحسب فالصيام من العبادات التي يُتقرب بها العباد إلى الله تعالى
والتي لها أجرٌ عظيم فقد روي عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال : " يُكفِّر السنة
الماضية والباقية " ( رواه مسلم ، الحديث رقم 2747 ، ص 477 ) .
= قيام الليل لكونه من العبادات التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على المُحافظة عليها من غير إيجاب ،
ولأنها من العبادات التي تُستثمر في المناسبات على وجه الخصوص كليالي شهر
رمضان المُبارك ، وليالي الأيام العشر ونحوها. ثم لأن قيام الليل من صفات
عباد الرحمن الذين قال فيهم الحق سبحانه : { وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ
لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً } ( سورة الفرقان :الآية 64) . لأنهم
يستثمرون ليلهم في التفرغ لعبادة الله تعالى مُصلين مُتهجدين ذاكرين
مُستغفرين يسألون الله تعالى من فضله ، ويستعيذونه من عذابه .
= أداء العمرة لما لها من الأجر العظيم ولاسيما في أشهر الحج حيث
إن عُمرة النبي صلى الله عليه وسلم كانت في أشهر الحج ، ولما ورد في
الحث على الإكثار منها والمُتابعة بينها فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " العُمرةُ إلى العُمرةِ كفارةٌ لما
بينهما " ( رواه البُخاري ، الحديث رقم 1773 ، ص 285 ) .
= زيارة المسجد النبوي في المدينة المنورة وهي من الأعمال الصالحة المُستحبة للمسلم لعظيم
أجر الصلاة في المسجد النبوي الذي ورد أن الصلاة فيه خيرٌ من ألف صلاة
فيما سواه إلا المسجد الحرام ، لما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صلاةٌ في مسجدي هذا ، خيرُ
من ألف صلاةٍ في غيره من المساجد ؛ إلا المسجد الحرام " ( رواه مسلم ،
الحديث رقم 3375 ، ص 583 ) . ولما يترتب على زيارة المسلم للمسجد النبوي من
فرصة زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما
والسلام عليهم وما في ذلك من الأجر والثواب .
=
التوبة والإنابة إلى الله تعالى إذ إن مما يُشرع في هذه الأيام المباركة
أن يُسارع الإنسان إلى التوبة الصادقة وطلب المغفرة من الله تعالى ،
وأن يُقلع عن الذنوب والمعاصي والآثام ، ويتوب إلى الله تعالى منها طمعاً
فيما عند الله سبحانه وتحقيقاً لقوله تعالى : { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ
جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } ( سورة النور :
من الآية 31 ) .
ولأن التوبة الصادقة تعمل على تكفير السيئات ودخول الجنة بإذن الله تعالى لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له