من تغيّر... الرجل أو المرأة أو مفاهيم الحب؟
غالباً ما يكون الرجل في قصص التاريخ هو المسيطر وأكثر حباً وإخلاصاً من المرأة.
اليوم إنقلبت المقاييس، فأصبحت المرأة تستجدي الحب من الرجل وتحلم بأن تعيش قصة عشق
كتلك التي نقرأها في كتب التاريخ.
عندما نطالع قصص الحب التاريخية، نجد عنوانها التضحية والإخلاص والوفاء
من قبل الرجل أكثر من المرأة، حتى لو تطلّب الأمر الموت
كي يحصل على رضى الحبيبة، فيصبح لاحقاً "حديث"
عشيرتها أو محيطها، ويقال إنّه مات بسبب عشقه الكبير لها.
ولكن هذه القِصص ذهبت أدراج الرياح وتغيّرت تلقائياً نسبة الحب
بين المرأة والرجل في هذا العصر. فما الذي تبدّل مقارنةً بالماضي؟
مات من أجلها
بالعودة إلى التاريخ، من منّا لم يقرأ قصة الحب التي جمعت عنترة وعبلة!
فهي من أشهر قصص "المتيمين" الجاهليين
وقد كُتبت على شكل أشعار قالها عنترة حباً بعبلة.
أيضاً فقيس أو "مجنون ليلى" الذي تعدّدت الروايات حول مصير حبه لها،
حارب وناضل من أجل الحصول على حبيبته حتى مات بغرامها،
مما جعله هو أيضاً بطلاً آخر من قصص الحب الخالدة
حيث يتفوق حب الرجل على حب المرأة بدرجات.
هذا من دون أن ننسى قصة "روميو وجولييت" الأشهر حول العالم
التي حارب بطلها عائلته من أجل البقاء مع حبيبته حتى إنتهى بهما الأمر إلى الموت معاً.
هل سيموت من أجلها اليوم؟
بعد الإطلاع على هذه القصص المثيرة يأتي السؤال الأبرز:
هل ما زلنا نسمع بهذه الغرائب؟
وهل أصبحت المرأة أكثر استعداداً من الرجل للموت بسبب الحبّ؟
في دراسات نُشرت مؤخراً، تبين أن هناك إختلافاً في نظرة الرجل إلى المرأة والعكس.
فهو يبحث دائماً عن المرأة المغرية والجميلة والذكية والمستقلة.
أمّا هي فتبحث دائماً عن المثالية في الرجل الذي يعطي كل مشاعره وعواطفه،
فلا ينسى أدق التفاصيل في حياتها كعيد ميلادها أو الأشياء المفضّلة لديها.
هذا التناقض بين ما يريده كل طرف أدّى إلى إختلاف نسبة الحب بينهما،
فغاب دور الرجل الذي كان يضحّي بحياته من أجل المرأة فيما أصبح هدفها الوحيد
الوصول إلى مرحلة متقدمة جداً في حبها لزوجها أو شريكها.
فهو لا يبحث عن المثالية عموماً بل عن أشياء أخرى أكثر إغراءً،
إذا لم يجدها سيبقى يبحث عنها من دون ملل.
هذا يعني أنه لن يموت من أجل حبيبته إلا في حالات خاصة ونادرة جداً
ولا تشبه قصص الحبّ التي قرأناها عبر التاريخ
(حتى لو كانت من نسج الخيال)!