رواية وداعا ايها السلاح
ارنست همنغواي
تعتبر هذه الرواية الرائعة التي كتبها ارنست همنغواي، من أفضل الروايات التي كتبت ضد الحرب. تعرفنا الرواية إلى رجل شاب ومثالي يدعى فريدريك هنري، الذي أدرك من خلال الحب والخبرة والظروف المؤاتية، حماقة ودمار وسخرية الحرب، محاولاً تحقيق سلامه الخاص خارج حدود الخضوع التقليدي كنتيجة لانغماسه الواضح. كان همنغواي فناناً رافضاً للتنقيب بقصد عن الحقائق الموجهة، محاولاً القيام بذلك عبر أسلوب أدبي بعيد عن التكلف والتصنع، فتصير الرواية في قلبها استكشافاً لما تعنيه في مواجهة عالم التقليد وتقرر عن نية مسبقة اختيار ما يشعر به المرء في قلبه في مواجهة ما يتوقعه المرء أن يفعل.
بالطبع، لتطبيق ذلك، يصبح سائق سيارة الإسعاف الشاب إنساناً ناضجاً يواجه تجاربه بأخلاق وشجاعة. وبالرغم من كل شيء، نبقى مع تراجيديا معاصرة، حيث يتوجب على الشخصيات في ناحية ما محاولة إيجاد حل يصعب حله.
ولعل رواية "وداعاً للسلاح" هي من أبرز الممرات المؤدية إلى القصص الخيالية المعاصرة، حيث يقدم لنا همنغواي نظرته الشخصية حول التأثير السلبي العالمي الذي لا مفر لنا منه جميعاً: "لو كان المرء يدر الكثير من الشجاعة على هذا العالم، فعلى العالم قتله بهدف تحطيم شخصه، ومن المؤكد أنه بذلك يحقق قتله. إن العالم قادر على تحطيم أي شخص، وفيما بعد يبرز الكثير من الشجعان في الأماكن المحطمة، أما من لا يتمكن من تحطيمه فيقوم بقتله. إنه يقتل الأناس الخيرين جداً، والرقيقين جداً، والشجعان جداً بغير تحيز. وإن لم تكن أي من تلك الأشياء فإن العالم سيقتلك أيضاً مع فارق هو عدم الحاجة إلى الإسراع في ذلك". وهنا يرتبط الأفراد الواقعون تحت وطأة النيران المتقاطعة والمجرمة في قوات وحشية تقاتل حتى الموت، وجب عليهم الفرار لتخليص أنفسهم وآمالهم بمستقبل أفضل بعيداً عن الجنون، إن رحلتهم نحو الأمان مليئة بالحدة والتأثر بكل المجازفات القابلة للانكسار، وعلى أحدهم دفع ثمن الشجاعة والرقة والحب.