تبدأ المسرحية بحدث خيالي حيث تهب عاصفة قوية على سفينة يستقلها ملك ايطاليا (اونتونيو) و( الونسو) ملك نابلس وابنه (فرديناند) وبعضاً من حاشيتهم, فقد عادوا من تونس بعد أن زوج الملك الونسو إبنته للأمير التونسي وهم في طريق العودة إلى ديارهم ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان وفاجأتهم عاصفة شرسة فتعالت أصواتهم جميعاً طلباً للحياة ولكنهم أيقنوا أن السفينة لا محالة ستغرق وبذلك فإن حياتهم ستنتهي بعد لحظات.
ما هي قصة العاصفة؟ العاصفة ما هي إلا لعبة من ساحر يقطن إحدى الجزر القريبة من ايطاليا وهو بطل المسرحية (بروسبيرو)، السؤال الآن من هو بروسبيرو؟ هو في الحقيقة كان ملكاً لايطاليا قبل أن يتآمر عليه أخيه اونتونيو ويحاول قتله لكي يصبح الملك. إنشغال الملك بروسبيرو بالعلم والقراءة مكنت أخيه أن ينقلب عليه بمساعدة صديق انتونيو الذي كان صاحب الفكرة من الأساس (الونسو). هرب بروسبيرو وابنته -توفيت زوجة بروسبيرو بعد ولادتها للبنت - الصغيرة في زورق في البحر وأخذ معه مكتبته العامرة بالكتب.
ولكن القدر أنقذ بروسبيرو، حيث وصل إلى جزيرة نائية استوطنها وقام بتربيت ابنته هناك، ولقد ربى الأب ابنته (ميراندا) على الثقافة والعلوم التي تعلمها فنشأت فتاةً ذكية وفطينة كما أراد لها والدها أن تكون كما كانت شديدة الجمال كوالدتها. كما تعلم من تلك الكتب السحر. وللمصادفة كانت الجزيرة تقطنها ساحرة شريرة وهي (سايكوراكس) التي تخلص منها بروسبيرو كما قام بتربيت إبنها (كاليبان) الذي أصبح خادماً لبروسبيرو -وهو كائن غريب شكله بشع والداه أحدهما إنسي والآخر جني.
الأب بروسبيرو يريد أن ينتقم من أخيه اونتونيو ويعطيه درساً في الحياة ويسترد ملكه بعد أكثر من اثني عشرة سنة من البعد والعذاب، لذلك لجأ لاستخدام السحر.
تسحب العاصفة السفينة إلى الجزيرة التي يسكنها بروسبيرو بأمره.
وهناك تبدأ الأحداث الممتعة والغريبة في آنٍ واحد. يستعين بروسبيرو بخدمات أحد الجن الذي أنقذهُ بروسبيرو في الماضي من براثين الساحرة الشريرة سايكوراكس وهو ( آرييال) الجني الوفي، على أن يتحرر آرييال من بروسبيرو بعد أن ينجح بروسبيرو في إستعادة عرشه.
فرق بروسبيرو بين الأب وإبنه على الجزيرة ومن الخطط التي اتبعها بروسبيرو أن يجمع بين ابنته ميراندا الفتاة الجميلة، الذكية والرقيقة وبين ابن الونسو الشاب الوسيم الشجاع فيردناند. حيث أراد لهما أن يعشقا بعضهما فدبر لهما لقاءات ليريا بعضهما وكان له ما أراد، وكل ما كان يحدث بينهما تحت بصره وسمعه وكانا يظنان أن لا أحد يعلم بحبهم لبعض- وكان سعيداً بذلك.
نعود إلى الأخوين (بروسبيرو واونتونيو ): استخدم بروسبيرو طرقاً عدة ليلقن أخاه دروساً جمة مستعيناً بآرييال.
لم تكن نوايا بروسبيرو شريرة بل كل ما كان يريده أن يعود أخيه لرشده، وأن يعود إليه ملكه المغتصب.
من الأمور التي استخدمها الساحر بروسبيرو لتعذيب أخيه نفسياً: ذات مساء دعا كلاً من أخيه وحاشيته إلى وجبة عشاء، واحتوت المائدة ما لذ وطاب، وكان القوم في حالة شديدة من الجوع وعندما هموا بالأكل اختفت الطاولة بالطعام- ولكم أن تتخيلون الموقف- لم يكن يعرف كلاً من الونسو وانتونيو وحاشيتهم بأمر بروسبيرو وأن ما يحدث لهم بسببه ومن تخطيطه. فإذا أراد منهم بروسبيرو شيئاً يرسل آرييال الخفي ويقوم بنقل الأوامر إليهم لتنفيذها.
لم أذكر لكم دور ( جونزالو) ) صديق بروسبيرو الذي ساعده وابنته على الهرب من الموت في الماضي، حيث كان أحد المتواجدين على السفينة.
توجد شخصيات أُخرى مثل ( ترينكيلو وستيفانو ) وجودهم لدعم الأحداث حيث كونا مع كاليبان ثلاثي غبي يسكرون طوال الوقت.
في آخر المسرحية يقوم بروسبيرو بمحاكمة الخونه وينجح في استعادة مملكته، ويسامح أخيه ويطلق سراح آرييال بعد أن نجح في مساعدته.
يتخلل القصة وجود آلهة الحب والمطر و - أظن- الزرع، وتواجدوا في الحفلة التنكرية...الخ
هذي المسرحية باختصار وطبعاً لما تقرأونها تستفيدون أكثر من الحبكة الرائعة وتتابع الأحداث المثير وفكرة المسرحية الجديدة.