وثيقة الحب
كلّ ُالقوافي و ما أسدتْ لي الجُمـَـــــــــلُ و زانـَها الوصفُ و التشبيبُ و الغــزلُ
سئمتُ أبعثـُها من غير ِعائــــــــــــــــدةٍ لي من عوائدِها لو ينفعُ العمـــــــــــــل
ترتدّ ُ..... ما أرسلتْ فيضاً مواردَهـــــــا إلا تعثرَ فيها الوِرْدُ و القـَفَــــــــــــــــــل
حتى ذكرتـُك فانهالــــــــــــــتْ شواردُها تنصَبّ ُفوق قراطيسي و تنهمـــــــــــل
كأنّ ذكرَكَ فـــــــــــــــــي تقريضِها دُرَرٌ تقلـّدتْ فيه و انقادتْ لها السُبــــــــــــل
كأن نورَكَ يا مختارُ أرشدَهــــــــــــــــــا فاسترسلتْ وَ حَداها الفضلُ و السَجَـــل
صرحُ النبوةِ غشّاها برفعتـِـــــــــــــــــهِ و أنتَ تسمو و هذا الشعر ينتضــــــــل
محمدٌ ما حدوتَ الركبَ تقدُمـُـــــــــــــــه إلاّ و أنتَ على الرحمن ِمُتّكـِــــــــــــــل
محمدٌ أنتَ ما حُمِّدتَ عن بطـَــــــــــــــر ٍ لأنّكَ الحمدُ و المحمودُ و البطــــــــــــل
و أنّكَ المثلُ الأعلى بكُلِّ مـــــــــــــــــدىً و أنكَ الواهب المعطاءُ و الجـــــــــــزل
نُزِّهتَ مِنْ كُلِّ ريبٍ أو مخاتلــــــــــــــــةٍ و كنتَ أصدقَ مَنْ جاءوا و مَنْ رَحلـوا
و لدتَ مستخلصا ًمِن كُلِّ شائبـــــــــــــةٍ و أنتَ في رحم ِالأطهار تنتقــــــــــــــل
و استبشرَ الكونُ و اخضلتْ خمائلـُــــــهُ كأنه بالندىِ و النـور يغتسـِـــــــــــــــل
خُلقتَ هالة َنورٍ في المدى بقيــــــــــــتْ ما انفكّ ضوءَ سناها أينما نـَصــــــــــل
عيونُ فيضِكَ ما جفـّت منابعهــــــــــــــا لِلآنَ تزخرُ و المبذول ينهمــــــــــــــــل
أفضتَ مِن سمح ِكفيكَ الندى غـُـــــــدُراً حتى ارتوى مِن نداها الجُند و اغتسلـوا
أضأتَ نوراً بديجور ِالدُنا و سعــــــــــى فيه البصيرُ رشيداً و ارعوى الخَطـِـــل
يا مظهرَ الدين ِنبراسا ًبمُدلجـــــــــــــــةٍ تبددتْ و انجلى من غورها الأمـــــــــل
يا شرعة َالنور مُذ أصدعتَ تبلغـُهــــــــا تصدّع الشرك و الطغيان والجهـــــــــل
يا غرة اليُمن ِميمونٌ طوالعـُهـــــــــــــــا تطلعتْ فوق هام النجم ِتحتفـــــــــــــــل
كفى بنا ما أتى الإسلام مفخـــــــــــــــرة ً و إننا بصواب السُبل ِنتصـــــــــــــــــل
يا سيدي يا ملاكاً لا تناظـِـــــــــــــــــــرُهُ بين الخلائق ِأندادٌ بما فعلـــــــــــــــــوا
يا أحمد المبتغى المأمول أسعدنـــــــــــي أني بمدحِك و الإطراءِ منشغــــــــــــــل
فأنتَ أنتَ حبيبُ الله صفوتـُــــــــــــــــــه فِداك روحي غشاكَ الصدقُ و النـُبـُـــل
مخلدٌ أنتَ في الذكرى و متســــــــــــــــمٌ سَمَوتَ لم تثن ِمِن إقدامِكَ العُضَـــــــــل
صبرتَ حتى أتمَّ اللهُ نعمتـَــــــــــــــــــــهُ و ليس مثلـُك ما جابهتَ يحتمــــــــــــل
شرعتَ تشرعُ من وحي السماء علــــى مناسكِ الأرض ِأحكاماً لِمَن جهلـــــــوا
كانتْ رسالة ُعدل ٍجَلّ ناظمُهـــــــــــــــــا صحائفٌ كلها يُسرٌ لِمَـــن عقلـــــــــو
تفيأتْ بظلال ٍمنكَ و اتسمـــــــــــــــــــتْ و أورقتْ بسناءٍ و اهتدتْ ضُلـُــــــــــــل
أحييتْ ما سبقتكَ الأنبياءُ بـــــــــــــــــه عيسى و موسى و إبراهيمُ و الرســــل
يا رحمة َاللهِ سحَت فوق أمتــِــــــــــــــه أعظم به رفداً يا ذلك الهَطـِــــــــــــــــل
يا نبتة البـِر و الإيمان مذ غرســـــــــت ما صاب مغرسَها جدبٌ و لا محــــــــل
يا جذوة الحُبِ و الرحمنُ أوقدَهـــــــــــا تزاحمَ النورُ في الآفاق ينتقــــــــــــــل
يا باعثَ الحقّ ِلا تثنيكَ معضلـــــــــــــة ٌ و قفتَ طوداً و أضدادُ الهـــدى فشلــوا
و كنتَ في غمراتِ الحربِ متـّشحــــــــاً بالصبر ذا ثقةٍ لم يَزرهِ كَلـَـــــــــــــــــل
جلـَدتَ حتى بلغتَ الشأوَ و انتصــــــرتْ إرادةُ الحقّ ِو المرتابُ مُنذهـِـــــــــــــل
أين الذين تمادوا في تجبرهـِــــــــــــمْ ؟ و أين ذاك سجالُ القوم ِو الجــــــــدلُ ؟
خُلـِّدتَ و اندثرتْ آثارُ عِزتِهــِــــــــــــــم لم تغن ِ{ لاتـُهُمُ } لم يغنِهـــــم { هُبَل }
هَزمتَ كُلَّ عديم ِالرأي و انكشفــــــــــتْ سوءُ النوايا لِمَنْ عادوكَ و اختبلــــــوا
أُرسِلتَ يا وضحَ الإصباح ِفي لـُبـَـــــــــدٍ من الغيوم لمن ضلتهم الضلــــــــــــــل
فطاف فيها ضياءُ البشر يكشفـُهـــــــــــا ثم انجلتْ ظلمـــــــــــــــاتٌ شانـَها أزلٍ
مَنْ ذا يُضاهيكَ يا مولاي مرتبـــــــــةً ً ؟ كأنّ نورَك في رحمِ الدُجى جــــــــــــذل
فأنت كلّ ُيتيم ٍغالَه بَهـَــــــــــــــــــــــــظ ٌ تهيضُ فيه أحاسيسٌ و ينفعـــــــــــــــل
هدياً تماثلتَ في عينيهِ بلْ ألقــــــــــــــــا ً فكان صبرُكَ نوراً فيه يكتحـــــــــــــــل
نهضتَ تبعث ُفي المظلوم ِصادحـــــــــة ً بوجهِ كلِّ ظلوم ٍغرّهُ الخَيَـــــــــــــــــــل
كسرتَ عنه قيودَ الرِّق ِفانبلجـــــــــــــتْ شمسُ التحرُر ِفي أجوائِهِ شـُعـَـــــــــل
يا موئلَ الخائفِ المذهول ِمن فـــــــــزع ٍ آمنتـَهُ ثم خفّ الروعُ و الذهـَــــــــــــــل
يا مَن فضائلُهُ لم يحصِها عــــــــــــــــددٌ أقلقتَ مَن شطحوا حيــّــرتَ مَن سألوا
مَن ذا يُدانيكَ يا خيرَ الورى خـُلقــــــــا ً؟ و أنت تكفـُل أيتاما ًو مَن ثـُكـِلـــــــــــوا
و أنت أعطفُ من أم الرضيع ِعلـــــــــى و ليدِها و هي تحنو ثم تبتهــــــــــــــل
ما كان نهجـُك إلا العدلَ فــــــــــــــي ملأٍ البائسُ العبدُ منبوذ ٌو مبتــــــــــــــــذل
يا منقذ َالناس ِمن شِرْكٍ و من شَـــــــرَكٍ أمسوا سَواسِيَة ًينجيهُم العمــــــــــــــل
لولاكَ ما نهضوا لولاكَ ما نـُصــــــــــروا أنصفتَ من ظـُلِمـوا أيقظتَ من خـَملوا
لا فرق بيـــــــــــــــــن عبادِ اللهِ إذ نـَعِموا العربُ و العجمُ و الأسيادُ و الخــــــول
لا فضلَ للناس ِإلا في تعبُدهـِـــــــــــــــــم من الإناثِ من الذكران ِما فعلـــــــــــوا
عَظُمْتَ أيّ ُعظيمٍ أنتَ محتفــــــــــــــــيٌ بسؤددٍ مِن ضياءِ الله يشتعــــــــــــــــلُ
خُلقتَ ملتحفا ًللزُهدِ حُلـَّتــَـــــــــــــــــــهُ و كنتَ هالة َرُشدٍ و الدُجى ثـَمِـــــــــــل
يا نورَ وجهـِكَ ردَّ الشمسَ فانكسفـــــتْ لذا فظلـّـُكَ فوقَ الأرض ِمُرتَحـِـــــــــــل
أحاطـَــــــــــــــــــــك اللهُ إجلالاً و منزلة ً ما شاب قلبـَك لا غلٌ و لا مَطـــــــــــــل
أوحى إليك فأضحى القفرُ مبتسمــــــــــاً و اخضلّ سفحُ حراءٍ و هو يحتفــــــــل
و جئتَ تُخبرُ عن بـِشْر ٍ و مُؤتلـِــــــــق ٍ و صار منه رحابُ الكونِ يشتمــــــــــل
سريتَ مِن حرم ٍأحللتَ في حـــــــــــــرم و في سباتٍ عبادُ الله قد غفلــــــــــــــوا
و اشتقتَ و اشتاقكَ المولى بعزتـِــــــــهِ يا حبذا المرتقى يا حبــــــــــــــذا النزل
مِن قابِ قوسين أو أدنى حللتَ بـــــــــهِ مُبجّلاً ثم بالآفاق تتصِــــــــــــــــــــــــل
و كنتَ في الأفـُق ِالأعلى إمامَ هــــــــدى صَلـّتْ تقدِّمُكَ الأمـــــــــــــلاك و الرسل
يا ليلة السعد إذ وافيتها سعــــــــــــــدت بُشراكَ بين يدي مولاك تمتـثـــــــــــــل
في سدرة المنتهــــــــــــى طافتْ ملائكة ٌ تحـُفّ ُبالعــــــــــرش ِإحياءاً بمَن يصِل
و في عنايتِهِ المولى و قدرتـِـــــــــــــــه بُعثت في حيطةٍ ما طالها رجـــــــــــــل
آمنتُ أنّكَ مأمونٌ و مؤتمـــــــــــــــــــنٌ و ناصحٌ و أمينٌ بل و مؤتمـــــــــــــــل
أرسيتَ راسية َالإسلام ِشامخــــــــــــــة ً لتشرئبّ لها الأعناقُ و المُقـَــــــــــــــل
بلغتَ مرتبة ً مولاي راسخــــــــــــــــــة ً الغربُ و الشرقُ في إتيانها ذهلــــــــوا
حضارة الدين و الاسلام فلسفـــــــــــــة في كنهها أعجزت ألباب من عقلــــــوا
أ يغمزونك و الآياتُ دامغــــــــــــةٌ ٌ... ! تباً لِمن غمزوا بُعداً لِمن ختلــــــــــــوا
يا آية َاللهِ ما ضاهتكَ معجـــــــــــــــــزة ٌ حسبي إلهي بمَن زاغوا و من مطلـــوا
أصحابُكَ الغرّ ُفي أطوار مِحنتهـِـــــــــــم ما أسلموكَ و ذادوا عنكَ و احتملـــــوا
من لذةِ الزُهدِ بالمولى و شرعتــِـــــــــهِ تأبـّد الخيــــــــــــــــرُ و الإسلام يأتـثـل
يا سيدي بقليل من ذوي شَمـَــــــــــــــــم ٍ أطحتَ بالشِركِ و الأصنام ِفاهتبلـــــــوا
قلوبُهم بهوى الإيمان عامـــــــــــــــــرة ٌ و حبّـُهُم بكَ موثوقٌ و مُكتمــــــــــــــــل
و موقنين بأنّ اللهَ يعـــــــــــــــــــــزرهُم لذاكَ ما أوهِنوا يوما ًو ما خـُذلـــــــــوا
من فتيةٍ صبروا . أرواحَهُم نــــــــــذروا أموالَهم بذلوها قط ّما بخلـــــــــــــــــوا
دماؤهم في سبيل ِاللهِ قد نـَزفـَـــــــــــــتْ و مِن على صهواتِ المجدِ ما نزلــــــوا
و أمرُهم بينهم شورى و ينصرُهــــــــــم بأنّهم في سبيل الله ما بذلـــــــــــــــــوا
يا أمّة السلم ِو الإسلام ِأنكرَنـــــــــــــــــا أعداؤنا أننا في هدينا خـَلــَـــــــــــــــــل
و نحنُ ننأى عن الحُسنى و ميزتـِهـــــــا و لا نبالي و داءُ الخـُسر ِيفتحـــــــــــل
ها قد سكرنا بلا خمر ٍفأثملـَنـــــــــــــــــا و غيرُنا بدنان ِالصِرْفِ ما ثمِلـــــــــــوا
أ نرتضي بعد عزّ ٍمن مناعتـِنـــــــــــــــا أن نستكينَ و أن يفشى بنا الفشـــــــــل
يا سيدي يا أمين الله طافَ بنــــــــــــــــا مَسٌّ فأوردنا ما ليس نحتمــــــــــــــــل
يا سيدي ياحبيب الله فرقنـــــــــــــــــــــا حُبّ ُالدراهم ِو الخيلاءُ و الذحــــــــــــل
يا سيدي لو مآقينا تسيلُ دمــــــــــــــــــا ما هونتْ عن جراح ٍليس تندمـــــــــــل
مولاي يا خير من أقدامُهُ وطـــــــــــــأتْ فوق الثرى بخلاق ٍما له مثـــــــــــــــل
يا سيدي يا صفيّ الله أنـّبنـــــــــــــــــــي ممـّا غفلتُ و هل لا يُعذرُ الغـَفـِـــــــــــل
يا سيدي يا أبا الزهراءِ أحسبُنــــــــــــي أني و كلّ ُالذي أمليتـُه ضهــــــــــــــــل
و راودتني ذنوبٌ أيقضتْ نهمــــــــــــي تقولُ هيتَ لمن لم يُثنِهِ خجــــــــــــــــل
و كان فوحُ الصِبا مرخ ٍأعنتــَــــــــــــــه ُ و راءَ ما تشتهيهِ النفس يرتجــــــــــل
و أثقلتني و لم أنهضْ برمتِهــــــــــــــــا لأنّ نفسَ الشقا ينتابُها الوجـــــــــــــــل
لا عذرَ لي و ذنوبي أوهنتْ ثقتـــــــــــي لكنّما بعُراك استأمنَ الوَهـِــــــــــــــــــل
و يطمئنّ ُفؤادي في شفاعتِكــــــــــــــــم لأنكَ الراشدُ المنشودُ و الأمــــــــــــــل
و أنكَ الرحمة ُالكُبرى بعالـَمِنــــــــــــــــا أكرمْ بمَن لا تـُجاري فضلـَه الــــــــدُوَل
و عصمتي العروة ُالوثقى و منهجـُهــــا أمسكتُ فيها و هل لي غيرُها بـــــــــدل
هذي وثيقةُ حُبِّي و هي شافعــــــــــــــة في الحشر بين أيادي العفو ِأمتثــــــــل
للشاعر صبحي البيجواني