رغم أن الشخصية الصعيدية تحمل من الملامح والصفات ما يجعلها محورًا لأى عمل درامى قوى، إلا أن مخرجى الدراما فى رمضان 2011، لم يرهقوا أنفسهم كثيرا فى تقديم شخصية صعيدية بملامح مختلفة تثرى العمل الفنى، وإنما يظل الوضع كما هو عليه، فالصعيدى قبل الثورة مازال كما هو، إما ساذجًا ويتم استغلاله، أو شريراً ولا يتكلم إلا بالسلاح، فالفنان مجدى كامل ورغم أنه يجسد دور الرجل الصعيدى بمسلسل وادى الملوك لأول مرة، فى مشواره الفنى واستطاع مجدى أن يجيد اللهجة وكأنه ولد بالصعيد وتقمص الدور وتشربه، إلا أنه فى النهاية لم يقدم شيئًا مختلفًا فشخصية دياب أبو العلا الرجل الذى يحمل الغل والحقد لشقيقه، وذلك بسبب شعوره بأن والده يحبه ويفضله عنه، ليس ذلك فقط بل يزوجه أيضًا بامرأة جميلة هى الفنانة سمية الخشاب، وهو الأمر الذى دفعه فى النهاية لقتل شقيقه.
أما النموذج الآخر فهو النموذج الذى يقدمه الفنان سامح حسين فى مسلسل الزناتى مجاهد، وهو المسلسل الذى رفع شعار الدفاع عن الصعايدة وحقوقهم ولفت نظر الرئيس المقبل للصعيد وأهله، ورغم أن رسالة المسلسل نبيلة، وسامح قدم دوراً مختلفاً عما قدمه من قبل، وأوضح أن فى جعبة حسين الفنية الكثير ليقدمه فى المرحلة المقبلة، إلا أن شخصية الرجل الصعيدى والذى يوصف بأنه "على نياته" سبق وأن قدمت فى العديد من الأعمال، وربما الاختلاف فقط هو فى طريقة سامح حسين الطريفة فى تناول مفردات الشخصية، والتى جعلت الجمهور يرتبط بمشاهدة الزناتى منذ الحلقات الأولى.
النموذج الثالث هو النموذج الذى يقدمه الفنان أحمد مكى بمسلسله الكوميدى "الكبير"، ورغم نجاح الشخصية فى الجزء الأول من المسلسل، والذى عرض بالعام الماضى ولم يتم استكماله بسبب تعرض مكى لكسر بالقدم على حد قوله، إلا أنه لا يوجد اختلاف فى الشكل ولا المضمون الذى يقدمه مكى للعام الثانى على التوالى فهو العمدة "الكول"، الذى يشاهد الأفلام الأمريكية ويتابع الكليبات ويستمع إلى زوجته التى تسيطر على جانب كبير من تصرفاته.
آخر تلك النماذج وهو النموذج الذى تم استهلاكه فى السينما والدراما التليفزيونية ولايزال يتم تجسيده حتى الآن ويقدمه الفنان الشاب محمد رمضان فى المسلسل "إحنا الطلبة" حيث يجسد فيه شخصية "خالد" الصعيدى وهو ابن لعضو برلمان يتم قتله فتطلب والدته منه الأخذ بالثأر، ولكنه يرفض ويهرب بعيدا ويعيش مع مجموعة من الشباب تجمعهم ظروف الفقر وتدفعه للتجارة فى المخدرات.